حول العالم
أغرب الأمراض!!
فهد عامر الاحمدي
* يحفل كتاب جينيس للأرقام القياسية بإنجازات شخصية غريبة جداً؛ فهذا يأكل 33دجاجة في جلسة واحدة، وذاك يشرب 10غالونات ماء في اليوم، وتلك تأكل قطع البلاستك وكاسات الزجاج!!
وكثير من هذه الإنجازات يعود في أصله إلى أمراض نادرة جداً لم يسمع بها أكثر الأطباء ـ فضلاً عن عامة الناس..!!!
* فالسهاف مثلاً مرض يسبب العطش الشديد بحيث يضطر المريض لشرب الماء بشكل دائم ومستمر؛ ويعتبر الشاب "فاني مير" من جوهانسبيرج أوضح مثال لهذا المرض. فخلال النهار فقط يشرب عشرين غالونا من الماء لاطفاء عطشه الدائم. أما السويدية "هلغا اندرسون" فشربت ما مجموعه (87600) غالونا من المياه بين عامي 1922ـ 1971(أي بمعدل خمسة غالونات في اليوم).. وإلى الآن لا يعرف السبب الحقيقي لهذا المرض وان كانت أقوى الاحتمالات تقول إنه ناتج عن ضمور أو تضرر في مركز الإحساس بالعطش في المخ!!
* وفي المقابل هناك مرض "الصنور" أو الشره الكبير للطعام. وهذا المرض ليس ناجماً عن شهوة الطعام بقدر ما هو عجز الجهاز الهضمي عن تمثيل الغذاء بشكل كامل؛ فالمصاب بهذا المرض يضطر لأكل "الكثير الكثير" كي يستخلص "القليل القليل" الأمر الذي يجعل معظم المصابين في حالة نحف دائم. وأول حالة معروفة كانت للطفل ماتيو داكنج الذي عاش عام 1743وفاقت كمية طعامه اليومي (24) كلغم ولم يتجاوز التاسعة من عمره. أما أشهر حالة معاصرة فهو الأمريكي "إدوارد ابراهام" الذي عرف بمشاركاته في مسابقات الأكل المفرط ـ وقد دخل كتاب جينيس للأرقام القياسية أول مرة حين ابتلع 27دجاجة في جلسة واحدة!
* ومن الأمراض الغريبة الأخرى حالة (البروجيرا) التي تسبب للأطفال شيخوخة مبكرة بحيث يبدو ابن العاشرة في سن الثمانين.. والبروجيرا من الأمراض القاتلة ولكن الحالات الناجية منها تصاب بتسارع كبير في النمو بحيث يمر الطفل بجميع مراحل العمر (الطفولة والشباب والشيخوخة) خلال سبع أو عشر سنوات! وحالة الطفل الفرنسي "داني" تعتبر أشهر حالة معاصرة فقد وصل حالياً الى مرحلة من الشيخوخة المتقدمة (عشرون عاما فقط) في حين لا يكاد أي مريض يتجاوز الخامسة عشرة!!؟
* وهناك حالة رابعة يطلق عليها اسم (التوأم السارق) أو FETAL TRANSFUSION SYNDROME وهي حالة تحدث أثناء الحمل حين يستولي أحد التوأمين على معظم الأوكسجين والطعام القادم من المشيمة.. وهذه الحالة خطيرة على كلا التوأمين؛ فالأول يصاب بفقر دم (فيغدو ضئيلا مصفرا) والثاني يتشبع بكريات الدم الحمراء (فيغدو ورديا متضخما)!!.
* أما حالتنا الأخيرة فتعد الأغرب على الإطلاق وتتعلق بورم يشكل 20% من أورام الرحم ويدعى التيراتوماتا أو (DERMOID SYSTS). فهذا الورم ان فتحته لن تضمن ما قد تجد بداخله: فقد تجد أسنانا أو أنفا أو شعرا أو جلدا أو عضوا تناسليا.. أو أي عضو آخر!!
واصل هذه الحالة تعود الى الوقت الذي كانت فيه المرأة جنينا في بطن أمها. فكل جنين يتخلق من ثلاث طبقات هي الاندوديرم (وتتخلق منها الأعضاء الداخلية كالأمعاء والمرىء والمعدة) والميزوديرم (ويتخلق منها الكبد والطحال والكلية) وفوق الجميع تأتي الطبقة الثالثة وهي الاكتوديرم (ويتخلق منها الجلد والشعر والنخاع). وما يحدث في هذه الحالة ان بعض الخلايا القديمة (التي تعود لأيام الجنين الأولى) تبقى بدون أن تتحول الى اعضائها الأصلية. ثم قد يحدث في أي سن من عمر المرأة ان تنشط هذه الخلايا فتتحول الى ما كان يجب أن تتحول إليه من أسنان أو جلد أو شعر... الخ!!!
.. في النهاية ليس لنا من تعليق سوى التذكير بأن خلق الإنسان (في أحسن تقويم) لهو أعجب وأغرب من الأمراض التي ذكرنا سابقاً. فهذه الحالات لا تعدو عن كونها انحرافاً مقصوداً عن المسار الطبيعي، أما عملية الخلق ذاتها فأشد روعة وأكثر غرابة.. ولكن ماذا نقول.. فرط التعود وقلة التفكر!!